يعتبر التعرف على احتياجات الفرد والاستجابة لها أمرًا حاسمًا لتطوير خدمة متجاوبة تتسم بالتركيز الحقيقي على المريض. يعاني المرضى من احتياجات على مستويات مختلفة: طبية ونفسية ومتعلقة بالمواقف والمعتقدات، وحتى فيما يتعلق بتفضيلات المعلومات والاتصال. [1] قد يعاني الأفراد أيضًا من احتياجات نتيجة للظروف الفريدة أو الخصائص الشائعة لفئة مرضى معينة، وهذا ينطبق على مرضى السفر الطبي.
في حين يمكن أن تختلف ظروف وخصائص المسافرين الطبيين بناءً على عوامل مثل القرب الجغرافي من وجهة السفر الطبية، والتقارب الثقافي واللغوي، والظروف الاقتصادية للفرد، وسياسات الرعاية الصحية المحلية، وقابلية التأمين، وغيرها، إلا أن هناك بعض العناصر التي تنطبق عمومًا على العديد من المرضى المسافرين، إن لم يكن على معظمهم.
الظروف والخصائص المشتركة بين العديد من المسافرين الطبيين:
- يجب أن يسافروا للوصول إلى الخدمات الطبية.
- غالبًا ما سينظرون ويقارنون بين عدة مقدمي خدمات طبية مختلفين قبل اتخاذ قرار نهائي (ما لم يتم تغطية العلاج ضمن شبكة محددة).
- يتم إجراء التشخيص أو تأكيده عن بُعد في كثير من الأحيان.
- قد يكونوا أكثر عرضة لحمل الأمراض المعدية أو اصابتهم بها.
- قد لا يكونوا على دراية بوجهة السفر الطبية وقوانينها ولغته
ا وعاداتها وثقافتها.
- قد يكون التوجيه في الوجهة وداخل المستشفى صعبًا بالنسبة لهم.
- قد يسافرون بميزانية محدودة (خاصة إذا كان الدافع الرئيسي هو التكلفة المنخفضة).
- قد لا يكونوا على دراية بتفاصيل عملية السفر الطبي.
- قد يصلون متوترين وخائفين بسبب أن الموقف غريب بالنسبة لهم.
- غالبًا ما سيخضعون لعملية تعافٍ داخل البلاد بعد الجراحة أو العلاج.
- قد يقضون جزءًا من وقت التعافي في فندق.
- قد يضطرون للسفر لمسافات طويلة في وقت قصير بعد الجراحة.
- قد يحتاجون إلى رعاية إضافية أو رصد بعد العودة إلى المنزل.
استخدم هذه الأدلة لتصميم مسار مناسب للمسافرين الطبيين
كيف يمكن لمقدمي الرعاية الصحية استخدام هذه المعلومات لصالح مرضى السفر الطبي الذين يخدمونهم؟ باعتبار هذه العناصر (أو الأدلة) نقطة انطلاق، يمكن للمستشفيات والعيادات أن تبدأ في تصميم الخدمات والسياسات والبروتوكولات المناسبة لتلبية الاحتياجات الخاصة للمرضى المسافرين.
على سبيل المثال، إذا "كان يجب إجراء التشخيص أو تأكيد التشخيص عن بُعد"، فإن الفريق الطبي سيحتاج إلى جمع المعلومات الحاسمة قبل قبول المريض للتأكد من أنه مناسب لإجراء إجراء محدد وجاهز للسفر. قد يستلزم هذا تنفيذ سياسات جديدة أو تكييف السياسات القائمة لمعالجة هذا التحدي.
قد يستلزم ال
أمر أيضًا أن مقدمي الرعاية الصحية العمل على تطوير محتوى تعليمي جديد وتدريب الموظفين والتوجيه لضمان تلبية توقعات المرضى وللحد من مخاطر اللغة والثقافة.
إذا كان المسافرون الطبيون عرضة للبحث عن خيارات مقدمي الرعاية الصحية المتعددة لاحتياجاتهم الصحية، فمن المحتمل أن يكون لمقدمي الرعاية الصحية دافع لتقديم خيارات اتصال متعددة، وتوفير ردود سريعة وشاملة، وتحسين خدمة العملاء.
عند التحليل بشكل أعمق، قد يحتاج المرضى ذوو الخلفيات الدينية أو الثقافية المعينة إلى احتياجات غذائية وعادات محددة قد يتطلب تكييف بعض الخدمات أو حتى خطط العلاج. على سبيل المثال، قد يطلب بعض أتباع الديانة اليهودية طعامًا حلال (وفقًا لقوانين الطهارة اليهودية)، بينما قد لا ترغب بعض النساء المسلمات في الخضوع للعلاج من قبل طبيب ذكر.
يجب التأكيد على أن هذه نقطة البداية فقط. قائمة العناصر المذكورة أعلاه تنطبق عمومًا على المرضى المسافرين ولا تأخذ في الاعتبار جميع احتياجات أو تفضيلات المرضى الفردية. ومع ذلك، توفر هذه العناصر إطارًا يمكن الرجوع إليه - وملء الفراغات بتفاصيل أكثر تحديدًا - عندما يبدأ مقدمو الرعاية الصحية في تطوير برنامج سفر طبي.
في النهاية، كلما عرف مقدمو الرعاية الصحية المزيد عن الظروف والخصائص الفريدة لمرضى
السفر الطبي، كلما كانوا مستعدين أكثر لتحديد الاحتياجات ذات الصلة، وتخصيص البروتوكولات لمعالجة هذه الاحتياجات، وتوفير تجربة مريض عالية الجودة.
[1] K. Dudgeon. فهم المريض بشكل شامل. نموذج للرعاية الشاملة للمرضى. https://www.continuuminnovation.com/en/how-we-think/blog/understanding-the-whole-patient